تتويج أمراء الحرب مسئولين وقادة لهذا البلد
يمنات
نجيب شرف الحاج
إنه الصراع العبثي و عجلة العنف في دورتها الأخيرة خلال السنوات القليلة الماضية والحرب المجنونة التي جعلت المكونات والاحزاب والجماعات المتصارعة تملك حق الجباية واختلاس المعونات واستثمار أوجاع ومعونات الفقراء و جني الأموال العامة المهولة، والنهب وانشاء السجون الخاصة بها والتي يتم في أقبيتها حجز واخفاء وتعذيب الضحايا والمخالفين للرأي ومصادرة حقوقهم .
إنه المسخ العام والجيش الالكتروني الذي تلاحظونه في منشورات الكثيرين من الوصولين والمنتعفين من الحرب وأطرافها والذي تلاحظونه بشكل شبه يومي في تعليقاتهم على أي منشور أو مقال مخالف لنهجهم أو للطرف الذي يتبعونه وينتمون اليه ويتخندقون خلفه في مترس الموت و الصراع من أجل السلطة والحكم !
حالة الهجوم والعداء والسب والشتم والتهديد والتخوين والاستهزاء واستخدام أقبح العبارات، أصبحت سمة عامة تقريبا، بحيث أصبح كل من يطالب بحق أو يعترض على فساد أو ظلم ماه ، وخصوصا مما يقع على أغلبية الضعفاء والأكثرية من الناس من قمع ومصادرة لحقوقهم وحرياتهم، يُتهم بالغباء والسذاجة و يتم تهديده وتخوينه و ارهابه وإخراس صوته بشتى السُبل!
ولا أحد يدفع ثمن هذه المأساة سوى البسطاء، والمدنيين الذين طحنتهم الحرب وخطفت منهم رواتبهم ومصادر عيشهم و لم يرحمهم أباطرة الصراع واثرياء الحرب والمتواطئين معهم ،منهم أولئك الذين توحشوا في التطبيل والتلميع لأطراف الحرب وأربابها ، هم أيضا لم يرحموهم، والحصيلة هي دوماً المزيد من القتل والقهر والدمار و التشرد والنفوس المحطمة والمدن المدمرة والجوع والفقر والموت الرهيب.
بقية من إنسانية يحاول القليلين من الأنقياء من أبناء هذا البلد أن يتمسكون بها قبل أن يجرفهم تيار التوحش الهائل ، برغم أن ما تبقى من قلة قليله من الأنقياء يبدون سذجاً وأغبياء في نظر الوحوش؟! كيف ندعي حربنا على الظلم و الاستبداد ونعيد إنتاجه في كثير من منشوراتنا؟ و نسمح بوجود طغاة جدد وبأقنعة ووجوه متلونه يتكاثرون بيننا ، على رأس كل منطقة وجماعة ، ونتركهم يجمعون المال ويتقاسمون السلطة على حساب دم البسطاء والضحايا وعرقهم ودموعهم وحرمانهم وتضحياتهم ، متاجرين بآلام الشعب المكلوم الجريح وبأوجاع بلد يتشرم وبتمزق كل يوم الى أوصال ومناطق صغيرة، دون أن يستطيع من تبقى من الشرفاء إيقافهم ، فلا عدل ولا جهة تحاسبهم ولم يتبقى لبسطاء الناس في مجابهتهم سوى الراي وقول كلمة الحق.
لقد اوصلنا هذا العبث الحربي الى تصدر أمراء الحرب وأثريائها للمشهد السياسي اليمني وأصبح معه مصاصو الدماء المنفصلون عن معاناة الناس هم القادة والحكام والرؤساء الجدد الذين يتحاربون ويتحاورون ويقررون مصير ومستقبل البلد وشعبه المطحون !..
وكلما عظمت التضحيات صغرت المطالب والمحصلة المؤسفع هي أن كل هذا الصمت في سبيل تتويج أمراء الحرب مسئولين وقادة لهذا البلد حتى يتسنى لهم أن يرفلون في نعيم الأرواح التي أزهقوها مزيداً من الأموال والثروات التي قاموا بسرقتها ونهبها.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.